اقرا ايضا



الدورة الثانية للموتمر الوطني للجغرافيين الشباب
بمراكش أيام 22-23 أبريل 2016 بعنوان:
 "التراب: الفاعلون،التجديدات و رهانات التنمية الترابية"

     يتميز علم الجغرافيا بدينامية مستمرة على مستوى المنهج والمواضيع من أجل التجديد والإجابة على الإشكاليات الراهنة التي تعيق التنمية بمختلف مستوياتها. ويندرج ذلك في سياق أضحت خلاله مختلف العلوم تقاس بدرجة نفعيتها للإنسان وفعالية مقاربتها وبجودة نتائجها ومدى قابليتها للتطبيق، مما يحتم على المتخصصين الجغرافيين الملاءمة و التحيين المستمر لمواضيعهم، وتطوير أدوات اشتغالهم للمساهمة في إثراء النقاش العلمي وتقديم اقتراحات ومداخل للتنمية عبر التشخيص واقتراح سيناريوهات وبدائل تفيد في صيرورة اتخاذ القرار.
     بعد النجاح الذي حققته المؤتمر الأول للجغرافيين الشباب حول القضايا المنهجية للجغرافيا وتوجيه الباحثين الشباب و مساعدتهم على ضبط اشكالياتهم، يسعى هذا المؤتمر الثاني إلى إثارة قضايا جديدة تنطلق من عمق الواقع لإيجاد حلول لقضايا التنمية، ولعل مدخل الجغرافي إلى التنمية هو التراب، بالمراهنة على المقاربات الجغرافية الجديدة، ونظيرتها بالعلوم المتقاطعة مع الجغرافي و من خلال مواكبة التجديدات التي يعرفها التراب المغربي بمختلف المجالات الاجتماعية و الاقتصادية، و السياسية والبيئية، وفهم أدوار الفاعلين في التراب، للخروج من بوتقة البحوث الأكاديمية ، إلى بحوث تنطلق من الواقع وتأخذ بعين الاعتبار التقاطعات المعقدة بين المتدخلين في مختلف الترابات. إن أزمة التنمية الترابية في البلدان النامية، ليست في الجانب التنظيري، أو في ما يرتبط بوضع المشاريع والمخططات، بل في مستوى التفعيل والتطبيق، وهنا بالضبط ينبغي تكثيف البحث باعتبار الدور الأساسي للباحث هو الإجابة على هذه الإشكالات، فمختلف التقارير التي ترصد اختلالات التنمية الترابية في المغرب تركز على غياب التفعيل للقوانين والبرامج والمخططات... وليس في انعدامها، وبالتالي فإن الأزمة أزمة حكامة في توزيع أدوار الفاعلين فوق التراب وأزمة تدبير مندمج للقطاعات التي تمثل أنشطة فوق التراب زيادة على غياب بعد الاستدامة فيها، ومنه فإن إدماج مفهوم الفاعلين في المقاربة الجغرافية حول قضايا التنمية الترابية أضحى أمرا ملحا. فالباحثين الجغرافيين الشباب أصبحوا اليوم في حاجة ماسة لتعميق الفهم في هذه الرؤى والتوجهات التي تؤسس لجغرافيا جديدة متقدمة، من حيث الإشكاليات والمقاربات و النجاعة والفعالية، ومن حيث النتائج و بالانسجام مع المفاهيم الجديدة ،مما يفتح أفاق البحث والعمل أمام الجغرافيين الشباب.

   وسيكون هذا المؤتمر بإذن الله فرصة ثمينة أمام الباحثين الشباب، للاستفادة من خبرات وتجارب أساتذة و رواد ومتمرسين ضمن مجموعة من خلايا البحث ومشاركين في إنجاز تقارير دولية ووطنية و جهوية ومحلية، سيتقاسمون مع الباحثين الشباب تجاربهم وخبراتهم و يوجهونهم بشكل علمي و موضوعي. كما سيشكل هذا اللقاء العلمي فرصة للباحثين الشباب للمشاركة بأفكارهم وتمثلاتهم للمواضيع السابقة الذكر وعرض مشاريعهم البحثية المرتبطة بهذه المواضيع والمشاكل التي يواجهونها سواء ابستملوجيا أو ميدانيا من أجل إغناء النقاش، والمساهمة في بلورة مدرسة جغرافية مغربية جديدة بأجيال جديدة على أيادي الأجيال السابقة.




كتابة تعليق

ضع تعليقك هنا

Previous Post Next Post