اقرا ايضا



ازدهرت دراسة الخطاب في العالم العربي خلال العقد المنصرم على نحو غير مسبوق. يتجلى هذا الازدهار في تأسيس فرق بحث، ومخابر علمية، وبرامج ماجستير ودكتوراه، ومجلات علمية مختصة بدراسة الخطاب. يتطلب هذا التوسع في تدريس الخطاب ودراسته السعي إلى تدشين منافذ نشر علمية موثوقة، تتيح البحوث الأصيلة لجمهور المهتمين بهذا المجال، وتفتح آفاقًا لتبادل الآراء ووجهات النظر بين الباحثين المتخصصين في دراسات الخطاب. تنضم مجلة خطابات إلى المجلات العربية المتخصصة التي يُشكل الخطاب موضوعًا أساسيًا أو فرعيًا لها. تسعى مجلة خطابات إلى تقديم إضافة نوعية إلى هذه المجلات من خلال الانفتاح على الأعمال المنجزة على اتساع العالم العربي. فهي لا تحصر اهتمامها في الأعمال المنجزة في بلد بعينه، أو إقليمًا جغرافيًا محددًا؛ بل تنفتح أمام الدراسات العربية من شتى البلدان. كما تقصر مجلة خطابات اهتمامها على الدراسات المعنيَّة بالخطاب، دون غيره من الحقول المعرفية الأخرى. ويتيح قصر المجلة على دراسات الخطاب مزيدًا من التخصصية والعمق، وفي الآن نفسه يفتح باب المجلة لإسهامات باحثين ينتمون إلى تخصصات متنوعة تتخذ من تحليل الخطاب موضوعًا لها مثل دراسات التواصل، والسياسة، والعلوم المعرفية، والاجتماعية والنفسية، وغيرها. تُعنى مجلة خطابات بجميع الدراسات التي تقع في إطار تحليل الخطاب بغض النظر عن منهجياتها أو مقارباتها، أو منطلقاتها النظرية. وإن كانت توجه اهتمامًا أكبر إلى الدراسات التي تتبنى توجهات نقدية للخطاب.
تتبنى مجلة خطابات سياسة تحريريَّة تتسم بالشفافية والنزاهة. فهي تُحكِّم جميع البحوث تحكيمًا علميًّا سريًّا، بواسطة محكمين متخصصين في مجال كل بحث من البحوث المقدمة للنشر. كما تقوم المجلة بالتعامل بشكل صارم مع أية انتهاكات للأمانة العلميّة، من خلال فحص البحوث المقدمة للنشر بواسطة برامج كشف الانتهاكات العلميَّة، والحفاظ على سريَّة هويَّة الباحثين والمحكمين، والحرص على وفاء الباحثين بالمقترحات المعتمدة من المحكمين. ويخضع قبول البحوث المنشورة في المجلة لمعايير علمية وأكاديمية حصريًا، دون أية اعتبارات أخرى. وبالطبع فإن الآراء والأفكار الواردة في البحوث المنشورة تعبر عن أصحابها دون مسئولية من المجلة.
يتضمن هذا العدد عشرة بحوث؛ تسعة منها مؤلَّفة، وبحث واحد مترجم. باستثناء البحث المترجم، فإن البحوث التسعة تطبيقية، فهي تقدِّم تحليلات لخطابات عمومية وأدبية متنوعة. عُنيت ثلاثة من هذه البحوث بالخطاب السياسي، هي "آليات الشرعنة في خطاب التقاعد" لأحمد الوظيفي، و"مقاربة تداولية للخطاب السياسي المغربي المعاصر لرضوان نحال، و"التقليل من الخصم في الخطاب السجالي" لياسين الشعري. وحظي الخطاب التربوي ببحثين مستقلين هما "بلاغة جمهور خطاب التّعلّم" لعابد دروش، و" الخطاب التربوي الإصلاحي بالمغرب" لسعيد بكار. في حين تناول بحث "الخصائص الحجاجية في الخطاب السجالي" لمحمد الوردي السجالات الأدبية النثرية، عالج بحث "التحليل الدلالي للضمائر والإحالة الخارجية في مرثية شوقي لحافظ" لعمرو عطيفي الخطاب الشعري، وعلى نحو قريب، اهتم بحث "انحطاط الشرق عند جيل لو كليرك في رحلة من موغادور إلى بسكرة" لأصيل الشابي بدراسة خطاب الرحلة الأدبية، وعالج بحث "النص التفاعلي" لإبراهيم الشتوي الخطابات الأدبية التفاعلية التي أتاحت وجودها تقنيات التواصل الراهنة على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت).. 
تعددت المقاربات المستعملة في الدراسات المنشورة بين التحليل الحجاجي، والتحليل الناقد للخطاب، والتداولية، وبلاغة الجمهور، والتحليل الثقافي، والأسلوبيات. وتنوعت الأنواع المدروسة بين الخطبة السياسية، والتقرير التربوي، والقصيدة، والرحلة الأدبية، والسجال النثري، والمحاضرة المدرسية واستجابات الطلاب لها، والتعليقات الإلكترونية على النصوص. وفي حين انشغلت جميع الدراسات المؤلفة بخطابات عربية حديثة ومعاصرة، اهتمت الدراسة المترجمة – وعنوانها


كتابة تعليق

ضع تعليقك هنا

Previous Post Next Post